التغذية الراجعة

إستراتيجية التغذية الراجعة:
تعرف التغذية الراجعة بأنها:المعلومات التي تعطى الفرد بعد إجابته وتزود الطالب بمستوى أدائه الفعلي للتغذية الراجعة أهمية في استثارة دافعية المتعلم من خلال مساعدته على اكتشاف الاستجابات الصحيحة فيثبتها وحذف الاستجابات الخاطئة .
مفهوم التغذية الراجعة :
التغذية الراجعة :

عرف البعض التغذية الراجعة بأنها عبارة عن استجابة ضمن نظام يعيد للمعطى : ( الاستجابة التي يقدمها المتعلم ) جزءا من النتائج . وعرفها التربويون وعلماء النفس أمثال " جودين وكلوزماير " وغيرهما بأنها المعلومات التي تقدم معرفة بالنتائج عقب إجابة الطالب . وعرفها " مهرنز وليمان " على أنها تزويد الفرد بمستوى أدائه لدفعه لإنجاز أفضل على الاختبارات اللاحقة من خلال تصحيح الأخطاء التي يقع فيها . وباختصار يمكن القول إن التغذية الراجعة هي إعلام الطالب نتيجة تعلمه من خلال تزويده بمعلومات عن سير أدائه بشكل مستمر ، لمساعدته في تثبيت ذلك الأداء ، إذا كان يسير في الاتجاه الصحيح ، أو تعديله إذا كان بحاجة إلى تعديل . وهذا يشير إلى ارتباط مفهوم التغذية الراجعة بالمفهوم الشامل لعملية التقويم باعتبارها إحدى الوسائل التي تستخدم من أجل ضمان تحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه من الغايات والأهداف التي تسعى العملية التعليمية التعلمية إلى بلوغها .

التغذية الراجعة في التعليم:

الفرق بين التغذية الراجعة والتعزيز:

يخلط البعض بين التغذية الراجعة والتعزيز : وهنا لابد من بيان عدد من الفروق بينهما ، التغذية الراجعة أكثر دقة من التعزيز ، وفي التغذية الراجعة تراكم معرفي أما في التعزيز فهو تراكم وجداني ، التعزيز هو نتيجة مترتبة على الأداء أما التغذية الراجعة فهي معلومات متعلقة بالأداء.


أثر التغذية الراجعة في عملية التعلم:
للتغذية الراجعة أهمية عظيمة في عملية التعلم ، ولا سيما في المواقف الصفية . إذ أنها ضرورية ومهمة في عمليات الرقابة والضبط والتحكم والتعديل التي ترافق وتعقب عمليات التفاعل والعلم الصفي . وأهميتها هذه تنبثق من توظيفها في تعديل السلوك وتطويره إلى الأفضل . إضافة إلى دورها المهم في استثارة دافعية التعلم ، من خلال مساعدة المعلم لتلميذه على اكتشاف الاستجابات الصحيحة فيثبتها ، وحذف الاستجابات الخاطئة أو إلغاؤها . إن تزويد المعلم لتلاميذه بالتغذية الراجعة يمكن أن يسهم إسهاما كبيرا في زيادة فاعلية التعلم ، واندماجه في المواقف والخبرات التعلمية . لهذا فالمعلم الذي يُعنى بالتغذية الراجعة يسهم في تهيئة جو تعلمي يسوده الأمن والثقة والاحترام بين الطلاب أنفسهم ، وبينهم وبين المعلم ، كما يساعد على ترسيخ الممارسات الديمقراطية ، واحترام الذات لديهم ، ويطور المشاعر الإيجابية نحو قدراتهم التعلمية والخبراتية . ومما تقدم يمكن إجمال أهمية التغذية الراجعة في المواقف الصفية على النحو التالي :

1
ـ تعمل التغذية الراجعة على إعلام المتعلم بنتيجة عمله ، سواء أكانت صحيحة أم خاطئة . 2 ـ إن معرفة المتعلم بأن إجاباته كانت خاطئة ، والسبب في خطئها يجعله يقتنع بأن ما حصل عليه من نتيجة ، كان هو المسؤول عنها . 3 ـ التغذية الراجعة تعزز قدرات المتعلم ، وتشجعه على الاستمرار في عملية التعلم . 4 ـ إن تصحيح إجابة المتعلم الخطأ من شأنها أن تضعف الارتباطات الخاطئة التي تكونت في ذاكرته بين الأسئلة والإجابة الخاطئة . 5 ـ استخدام التغذية الراجعة من شأنها أن تنشط عملية التعلم ، وتزيد من مستوى دافعية التعلم . 6 ـ توضح التغذية الراجعة للمتعلم أين يقف من الهدف المرغوب فيه ، وما الزمن الذي يحتاج إليه لتحقيقه . 7 ـ كما تُبين للمتعلم أين هو من الأهداف السلوكية التي حققها غيره من طلاب صفه ، والتي لم يحققوها بعد ، وعليه فقد تكون هذه العملية بمثابة تقويم ذاتي للمعلم ، وأسلوبه في التعليم .
الغرض من تقديم المعلم التغذية الراجعة :
ينبني على تقديم المعلم التغذية الراجعة لطلابه مقاصد وأغراض أهمها :
1
ـ التأكيد على صحة الأداء ، أو السلوك المرغوب فيه ، مع مراعاة تكراره من قبل الطلاب ، لتحديد أداء ما ، على أنه غير صحيح ، وبالتالي عدم تكراره من الطلاب في حجرة الدراسة ، وهو ما يعرف بالتغذية الراجعة المؤكِّدة ، وقد أشرنا إليها سابقا . 2 ـ أن يقدم المعلم معلومات يمكن استخدامها لتصحيح أو تحسين أداء ما ، وهذا ما يعرف بالتغذية الراجعة التصحيحية ، وقد أشرنا إليها سابقا أيضا . 3 ـ توجيه الطالب لكي يكتشف بنفسه المعلومات التي يمكن استخدامها لتصحيح ، أو تحسين الأداء ، وهذا ما يعرف بالتغذية الراجعة التصحيحية الاكتشافية . ويلاحظ أن الأنواع الثلاثة الأول موجهة لتغيير ، أو تعزيز معلومات الطالب . 4 ـ زيادة الشعور بالسعادة ( الشعور الإيجابي ) المرتبط بالأداء الصحيح ، كي تتولد لدى لطالب الرغبة لتكرار الأداء ، وزيادة الشعور بالثقة والقبول ، وهذا ما يعرف بالثناء . 5 ـ زيادة الشعور بالخجل ، أو الخوف ( الشعور السلبي ) كي لا يتعمد الطالب إلى تكرار تصرف ما ، وهو ما يعرف بعدم القبول .

شروط التغذية الراجعة :
لكي تتاح الفرص للمعلم من استخدام التغذية الراجعة في المواقف الصفية ، وتحقيق الأهداف المرجوة في عمليات التحسين والتطوير إلى يُراد إحداثها في العملية التعليمية التعلمية ، فلا بد أن تتوافر الشروط التالية :
1
ـ يجب أن تتصف التغذية الراجعة بالدوام والاستمرارية . 2 ـ يجب أن تتم التغذية الراجعة في ضوء أهداف محددة . 3 ـ يتطلب تفسير نتائج التغذية الراجعة فهما عميقا ، وتحليلا علميا دقيقا . 4 ـ يجب أن تتصف عملية التغذية الراجعة بالشمولية ، بحيث تشمل جميع عناصر العملية التعليمية التعلمية ، وجميع المعلمين على اختلاف مستوياتهم التحصيلية والعقلية والعمرية . 5 ـ يجب أن يُستخدم في عملية التغذية الراجعة الأدوات اللازمة بصورة دقيقة .

أنواع التغذية الراجعة :
أ_ التغذية الراجعة الخارجية:
وتتمثل في تلك المعلومات أو الإشارات التي يقدمها مصدر خارجي: كالمعلم، أو المدرب، أو المجرّب، للمتعلم حول مدى نجاحه في أداء مهمة ما
ومستوى إنجاز هذه المهمة. وقد تُقدَّم التغذية الراجعة الخارجية على شكل كلام شفوي أو مكتوب، أو على هيئة إجراء أو عمل، أو على شكل انفعالات وتعبيرات عاطفية ظاهرة. ولعل الامتحانات والاختبارات ومختلف أشكال التقويم المعروفة هي أهم مصادر التغذية الراجعة الخارجية.ب_ التغذية الراجعة الداخلية: وهي تلك المعلومات التي يستخلصها المتعلم من خبراته وممارساته بصورة مباشرة. ويستدل من خلالها على مدى نجاحه أو إخفاقه في أداء العمل أو السلوك.التصنيف الثاني:
التغذية الراجعة الحسية والمعلوماتية:
أ_ التغذية الراجعة الحسية (الإحساس الراجع(:
وهي تلك المعلومات التي تمدنا بها الحواس المختلفة، والجهاز العصبي المركزي، والأجهزة الحسية الحركية.على سبيل المثال: إذا طُلِبَ من طفل أن يكتب كلمة ما مكتوبة على السبورة، فإنه يباشر محاكاة النموذج المكتوب. فإذا تبين له أن هناك خطأ ما فإنه يعاود كتابة الكلمة من جديد في ضوء التغذية الراجعة الحسية. والطفل في هذه الحالة وأمثالها يتلقى عن طريق الجهاز البصري تغذية راجعة حسية، تمكِّنه من الحكم على مدى التطابق بين النموذج الذي يحققه والنموذج المرجعي، وهذا بدوره يؤدي إلى حدوث التصحيح أو التعزيز
ب_ التغذية الراجعة المعلوماتية: وهي التغذية الراجعة التي تأخذ شكل معلومات كمّيّة أو كيفيّة أو كلتيها معاً. وفي الغالب تأتي من مصدر خارجي. وتبدو أهمية هذا النوع من التغذية الراجعة في أداءات مثل التسديد على هدف معين. فإذا كرر الشخص القيام بمحاولات التسديد، دون أن يزوَّد بمعلومات حول دقة إصابات أو خطئها فإنه لا يحرز تقدماً يذكر في التسديد على هذا الهدف.إن تقديم معلومات دقيقة وكافية عن التغذية الراجعة أمر ضروري لحدوث تقدم في التعلم، وإن فاعلية التغذية الراجعة المعلوماتية تزداد كلما كان لدى المتلقّي لها بنية معرفية مناسبة تمكِّنه من التمييز والحكم على صحة المعلومات المقدمة أو خطئها.
التصنيف الثالث:
التغذية الراجعة المباشرة وغير المباشرة:
أ_ التغذية الراجعة المباشرة:
وهي تلك المعلومات التي يقدمها أحد أطراف العملية الاتصالية أو التعليمية / التعلمية إلى الطرف الآخر مباشرة ودون أي وسيط عن نتائج أعماله.ب_ التغذية الراجعة غير المباشرة: وهي تلك المعلومات التي تُقدَّم بطريقة غير مباشرة وباستخدام وسائط مختلفة. كأن تُقدَّم عن طريق الرسائل والتقارير، أو عن طريق أشخاص آخرين، أو عن طريق التصميمات والإيحاءات أو عن طريق وسائل الإعلام.إن بعض العلماء يفضلون التغذية الراجعة غير المباشرة في كثير من مواقف التعلم أو العمل، من أجل استبعاد تأثير الموقف ككل. وكذلك العامل الشخصي الخاص بكلا الطرفين. إلا أن غالبية العلماء يفضلون التغذية الراجعة المباشرة وبخاصة في التعليم والتعلم الصفي، ويرون أنها أكثر فاعلية من التغذية الراجعة غير المباشرة ولا سيما إذا توافرت عوامل الدقة والحرص والموضوعية من جانب من يقدِّمها.التصنيف الرابع:
التغذية الراجعة الفورية والمؤجلة:
أ _ التغذية الراجعة الفورية:
وهي تلك التي تعقب السلوك أو الأداء مباشرة، وتزود المتعلم بالمعلومات أو التوجيهات أو الإرشادات أو الإيحاءات اللازمة لتعزيز العمل، أو تعديله، أو تصحيحه. وقد شدد العلماء وعلى رأسهم "سكنر"، على أهمية هذا النوع من التغذية الراجعة وحيويته. وهذا ما أكدته أبحاث "آمونز" حول أن أداء المتعلم يقلّ ويتدهور إذا ما حجبت التغذية الراجعة الفورية أو تم تأجير تقديمها لفترة قصيرة (15 ثانية) بعد انتهاء الاستجابة. وقد يعود سبب ذلك إلى أن التغذية الراجعة التي تقدم في غير أوانها نتيجة للتأجيل تقلل من حماس المتعلم وتشعره بالإحباط ولا تحول في الوقت نفسه دون ارتكابه للأخطاء التي كان قد وقع فيها من قبل، إضافة إلى أنها لا تساعد على التقدم في التعلم.